هذا هو الطريق
الإسلام دين الله.. الله الذي خلق الخلق وهو أعلم بمن خلق. وهو دين الفطرة. الدين الذي يساير الفطرة أجمل مسايرة، ويصل من ذلك إلى أجمل النتائج. والإسلام هو الذي يجعل رباط المحبة، الرباط الأول والأوثق في حياة البشرية، ويقيم الوشائج كلها - من مادية واقتصادية واجتماعية وفكرية وروحية - على هذا الأساس المتين.
ورسول الإسلام - وهو الآية البشرية الكونية الكبرى - يدرك بفطرته الملتقية مع فطرة الكون الأعظم، وبما أدبه ربه فأحسن تأديبه، أن الرحمة والمودة والإخاء هي وحدها التي يمكن أن يقوم عليها البناء الحي القوي المتماسك، فيدعو إلى الحب ليس بين المسلمين فقط بل بين الناس كافة: ((لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)). ويجلو القلوب لتفيض بالحب، ويعلمها الوسيلة لكي تُحِبَّ وتُحَبَّ: أن تلقى أخاك بوجه طليق.
وإن هذه الابتسامة على الوجه الطلق لتعمل عمل السحر!
جربها! جرب أن تلقى الناس بوجه طلق وعلى فمك ابتسامة مشرقة. ولن تندم على التجربة قط!
إنها لتستطيع - وحدها ـ أن تفتح مغالق النفوس، وتنفذ إلى الأعماق. تنفذ إلى القلب! إلى موضع الطاقة المكنونة في الكيان البشري، فتربط بينها وبينك برباط الجاذبية! حينئذ تصير قطعة من الكون الأعظم، دائرة معه في فلكه الفسيح، لأنك تلتقي بفطرتك الصحيحة مع فطرته الحقة، فتلتقيان كلتيهما في الناموس الكبير.. وحينئذ ترى الله! فهذا هو الطريق!
محمد قطب. قبسات من الرسول. دار الشروق. الطبعة الخامسة. ص: 121 - 122
عدد كلمات النص:
202 كلمة
القيم المحمولة:
المحبة - الحب - الرحمة - المودة - الإخاء
الظواهر اللغوية المرصودة:
السنة الأولى إعدادي:
- فعل على وزن "يَعِلُ": يصل
- اسم على وزن "الفعائل": النتائج - الوشائج
- الفعل المثال: يصل
- الفعل الأجوف: يقيم - يقوم - تفيض - تصير
- الفعل الناقص: يدعو - ترى - يجلو - تلقى
- الفعل المهموز: يؤمن
- الفعل المضعف: يحبّ
السنة الثانية إعدادي:
- جمع التكسير: النتائج - الوشائج - الأعماق - القلوب
- جمع المذكر السالم: المسلمين
- الملحق بالمثنى: كلتيهما
السنة الثالثة إعدادي:
- اسم الفاعل: الملتقية - المتماسك - مشرقة - دائرة - المسلمين
- اسم المفعول: مكنونة
- اسم المكان: موضع
from مدونة اللغة العربية https://bit.ly/463Sj1A
via نصوص