a/ العوامل الطبيعية:
رغم الدور الكبير الذي تلعبه العوامل الطبيعية في تحديد الإطار العام لتوزيع السكان إلا أنها لم تُعد ذو تأثير حاسما كما كانت في الماضي، حيث كانت تتحكم في الإنسان تحكما كاملا كأن الإنسان عبدا لها، أما الآن فقد برزت أهمية العوامل البشرية المؤثرة في هذا التوزيع .
b/ الأمطار:
بما أن الماء ضروري للحياة البشرية، وأهم المصادر المباشرة والرئيسية للماء هو الأمطار إذن يلعب المطر دوراً خطيراً في توزيع السكان في الوطن العربي . ويبدو تأثير هذا العامل واضحا بحكم امتداد الجزء الأكبر من الأراضي العربية في النطاقات الجافة وتواجد المياه السطحية ممثلة في الأنهار الدائمة بنطاقات محددة يأتي العراق ومصر والسودان وأجزاء من سوريا في مقدمتها.
c/الحرارة:
تعد الحرارة عاملاً مناخياً آخر يؤثر في توزيع السكان، إلا أن أثرها محدوداً نوعاً ما، فالوطن العربي تنتمي أطرافه الشمالية للمنطقة المعتدلة الدفيئة، بينما ينتمي معظمه للمنطقة المدارية الحارة، ولذلك فالاختلافات الحرارية بين أجزاء الوطن العربي ليست كبيرة.
كما أن أثر الحرارة في توزيع السكان يتضح ويبرز في الجهات الباردة والمعتدلة الباردة. أما في الجهات الحارة والمعتدلة الدفيئة فإن أثرها محدود. ذلك أن مقدرة الإنسان على تحمل الحرارة المرتفعة تفوق كثيراً مقدرته على تحمل البرودة الشديدة.
d/ السهول:
الأصل في السكان أنهم يميلون إلى سكنى السهول، حيث تتوافر فيها الظروف الطبيعية الملائمة للإنتاج الاقتصادي والتي تساعد على تجمع لسكان بأعداد كبيرة، فاستواء السطح يساعد على حفظ التربة لجودتها وخصوبتها وخاصة الفيضية منها مما يساعد على قيام زراعة ناجحة عندما تتوافر المياه
e/ المرتفعات:
فبحكم وقوع معظم الوطن العربي في المنطقة المدارية الحارة فإن معظمه يشكو قلة المطر وعدم توافر الماء، مما يؤدى إلى اجتذاب النطاقات الجبلية لأعداد كبيرة من السكان، وذلك لأن الارتفاع هنا يؤدى إلى تلطيف الحرارة والى زيادة الأمطار. وتبلغ نسبة سكان النطاقات الجبلية 14.6% من مجموع سكان الوطن العربي.
f/التربة الفيضية:
هناك ارتباط وثيق بين توزيع التربة وتوزيع السكان، وهناك بعض أنواع التربات التي ترتفع فوقها الكثافة السكانية كما هو الحال بالنسبة للتربة الفيضية في مصر والعراق، والتربة البركانية في اليمن، وتربة البحر المتوسط السمراء والحمراء في شمال افريقية وبلاد الشام، والتربة الطينية السوداء (التشرنوزم) في بعض جهات السودان الأوسط والجنوبي، وذلك أن هذه التربات تتميز بالخصوبة مما يجعل الإنتاج الزراعي وفيراً.
g/التربة الصحراوية:
نجد أيضاً ارتباطاً وثيقا بين توزيع التربة الصحراوية سواء أكانت رملية أم جيرية وبين انخفاض كثافة السكان. فالتربة الصحراوية لا تمثل عامل جذب للسكان كنظيرتها التربة الفيضية.
h/الموارد الطبيعية:
يقصد بالموارد الطبيعية هنا على وجه التحديد الموارد المعدنية من مصادر طاقة ومواد خام معدنية. ولهذه العوامل آثار مباشرة وأخرى غير مباشرة في توزيع السكان:
أ_ الآثار المباشرة:
يتمثل الأثر المباشر هنا في اجتذاب السكان للقيام بعمليات التعدين مهما اختلفت عوامل العمران الأخرى ما دام الإنتاج اقتصادياً. وأبرز مثال على ذلك في الوطن العربي مناطق استخراج البترول مثل منطقة الإحساء في شرق المملكة العربية السعودية والكويت، ومناطق استخراج البترول في الصحراء الليبية والجزائرية. أما في مصر نجد أن تركز العمران على جانبي خليج السويس سواء في الصحراء الشرقية أو في شبه جزيرة سيناء، كما يؤدى استخراج البترول إلى اجتذاب الأيدي العاملة والفنيين اللازمين لعمليات الإنتاج، ومع كثافة العمال أصبح هناك مراكز عمرانية.
ب- الآثار غير المباشرة:
أما الآثار غير المباشرة للموارد الطبيعية تتمثل في: أن هذه الموارد – المعدنية – كثيرا ما تؤدى إلى قيام الصناعة التي تؤدى إلى جذب السكان أكثر من حرفة التعدين. وبالرغم من ذلك لا تظهر هذه الآثار غير المباشرة بوضوح فى توزيع السكان بالوطن العربي بحكم أن الصناعة العربية والقائمة على استخدام الخامات المعدنية بالذات ما زالت في مهدها.
و سيتم عرض العوانل البشرية المرة القدم
ارجو ان تعجبكم الاجابة