القائمة الرئيسية

الصفحات

اخر المواضيع

تحليل نص إسلام عمر (الثالثة إعدادي)

تحليل نص إسلام عمر (الثالثة إعدادي)

المجال: القيم الإسلامية
المكون: النصوص المسترسلة
العنوان: إسلام عمر
المستوى: الثالثة ثانوي إعدادي
الكتاب المدرسي:  الأساسي في اللغة العربية.

نقدم زائرنا الكريم تحليل النص المسترسل "إسلام عمر'' وفق خطوات القراءة المنهجية.



نص الإنطلاق:                              إسلام عمر


... وعرف عمر أن محمدا بدار الأرقم بن أبي الأرقم عند «الصفا»، ومعه أربعون من أتباعه .... فأسرع متوشح سيفه... والسيف يحسم كثيرا من الأمور يا ابن الخطاب ...
- «إلى أين يا عمر ؟؟
- من ؟؟ نعيم بن عبد الله ؟؟
- نعم
- «وما شأنك بي !!»
- «أراك مكفهر الوجه، متوشحا سيفك ... أخشى أن يكون وراء ذلك أمر خطير يا عمر ...» توقف عمر وقال:
- «سوف أقتل محمد...».
- «لكن محمدا لم يرفع في وجهك سيفا ...».
- «ليته يفعل ... لو حدث ذلك لهان الأمر ....
وأردف نعيم قائلا : .
- «إن الرجل يقارعكم حجة بحجة، وينازلكم بالكلمة، ولجوؤكم إلى السيف مظهر من مظاهر العجز والخطأ وهو في نفس الوقت إقرار غير مباشر بقوة حجته .............
قهقه عمر ساخرة، وهو يقول :
- «أية حجة تلك التي تتحدث عنها ؟؟ هذا الصابئ فرق أمر قريش، وسفه أخلاقها، وعاب دينها، وسب آلهتها...»
ورأی «نعیم» أن يجرب معه شيئا آخر، فقال :
- «ألا ترجع إلى أهل بيتك فتقيم أمرهم ...»
قال عمر وقد ساد وجهه شحوب ظاهر.
- ماذا تعني ؟؟ أجاب نعيم وهو يضغط على مخارج الحروف :
- «لقد أسلمت أختك فاطمة و...) وقاطعه عمر :
- «أختي ؟؟
- «أجل، وزوجها ابن عمك سعيد بن زيد ...
- «هذا كذب، إنك تحاول تحطيم عزمتي، والنيل من كبريائي ....
واستطرد «نعیم» دون أن يكترث لاعتراضه :
وتابعا محمدا على دينه ....
نحى نعيما عن طريقه، وعاد أدراجه إلى بيت أخته متلاحق الأنفاس... يجب أن أمسح العار الذي لحق بقبيلتنا قبل أن أهوي بسيفي على هام محمد
و سمع عمر صوتا نديا رقراقا .. إنه يعرف هذا الصوت .... آه آيات من القرآن .. إني أستطيع أن أميز كلماته من بين ملايين الكلمات ... له طابع خاص غريب فلأسمع.
... ها هي كلمات الله .. تطرق باب قلبه في رفق، لكأنما هذه الكلمات لحن سماوي مؤثر وحزين يسيل الدموع … الدموع ؟ الويل لك يا عمر !! كيف تضعف ؟؟ ستكون أضحوكة الناس في مكة، ومضغة في الأفواه ... واستعاد رباطة جأشه وإصراره، ودفع الباب في عنف، وصاح بصوت أجش ... أسرع قارئ القرآن «خباب» بالهروب إلى  حجرة داخلية، بينما وقفت فاطمة جامدة شاحبة وإلى جوارها زوجها سعيد ...
- ما هذه الهينمة التي سمعت ؟؟ لقد تناهى إلى سمعي كلمات غريبة ...»
قالت فاطمة في ارتباك :
- «لا شيء یا عمر»
- «بلی والله ... لقد سمعت» ماذا أقول ؟؟ يا للكارثة !! لقد أُخبرت أنكما تابعتما محمدا علی دینه ...».
ونقل نظراته الحانقة بينهما، ثم أمسك بتلابيب سعيد وجذبه إليه في عنف، وأخذ يسدد إليه ضرباته، فقامت فاطمة لتكفه عن زوجها، فانصرف إليها يضربها، حتى شج رأسها وأسال دماءها.
قالت فاطمة ودموعها تمتزج بدمائها :
- نعم، قد أسلمنا، وآمنا بالله ورسوله، فاصنع ما بدا لك...»
ورفع بصره إلى فاطمة، كانت تقف كالجبل الأشم صامدة قوية، لا يبدو على وجهها الدامي أثر للخوف، ولا تنطق ملامحها برهبة من الموت، حتى لكن أخاها يمسك بعصا هزيلة، ولا يتشح بسيف صارم حاد ... ودماء فاطمة تنسكب یا لقوتك یا ابن الخطاب ! ... الدماء تسيل ... یا متجمد القلب ...
- «معذرة يا فاطمة .. لقد أقدمت على إساءة بالغة .... لشد ما يؤلمني أن أرى دمك الزكي يسيل ...».
 قال وقد انهمرت دموعها بغزارة :
- «أنت أخي ... وأنا أحبك .. لكن حبي لله أشد .......... إنه خالقك وخالقي، لقد تغلغلت كلماته إلى روحي وعقلي فآمنت ..»
طأطأ عمر رأسه، ثم همس في رقة :
- «أين الصحيفة التي كنتما تقرآن فيها ؟؟
قالت فاطمة في حرج :
- تريد أن تمزقها .. إننا نخشاك عليها ...
- «أقسم بآلهتي أن أردها إليك بعد إتمام قراءتها ....
أخذ عمر يتلو الصحيفة .. سورة «طه».. إنه يشعر بالحرج «يشعر بالعيون التي ترقب حركاته وسكناته، وتتابع انفعالاته تظهر على وجهه ...
إن رأس عمر تدور، علامات الاستفهام الحادة التي تنغرز في رأسه المتعب تذوب ... تتبدد، ويحل محلها يقين ... وحقائق رائقة، صافية كالماء النقي العذب ... لم يعد يشعر بظمإ روحه العنيد الطويل ... ورفع رأسه، وبدت قطرات من الدمع عالقة بأهدابه، وتمتم في خشوع : «أشهد ألا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله ...».
وثب «خباب» قارئ القرآن، من مخبئه الذي توارى فيه منذ ساعة، وأخذ يتواثب في مرح سعادة، وهو يقول :
- «والله يا ابن الخطاب، لقد سمعت رسول الله يقول : اللهم أيد الإسلام بأبي الحكم بن هشام، أو بعمر بن الخطاب ... فالله الله يا عمر ... والله إني لأرجو أن يكون الله قد خصك بدعوة نبيه ...
وتنهد عمر في ارتياح ... إن الضيق الذي يضغط على صدره ينجاب رويدا رويدا ... أنغام حلوة شجية تضج بها روحه ... مذاق جديد لحياة رائعة ...
رواية «نور الله» الجزء الأول
مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر، بيروت

الطبعة الرابعة، 1979، من ص 27 إلى ص 33 بتصرف

أولا: تأطير النص:

1)     صاحب النص: هو الطبيب والكاتب المصري نجيب الكيلاني، المزداد سنة 1931م، له عدة أعمال قصصية وشعرية، وروائية، منها: "مواكب الأحرار" و"عمر يظهر في القدس" توفي سنة 1994

2)     مصدر النص: النص مأخوذ من رواية "نور الله" في جزئها الأول.

3) نوعية النص: النص عبارة عن نص سردي يندرج ضمن مجال القيم الإسلامية.

ثانيا: فهم النص:

1 - الشروح اللغوية:
- مكفهر: عابس 
- هان: سهُل 
يقارعكم: يرد على أدلتكم بأدلة أخرى 
الصابئ: تارك لدين قومه 

2 - الحدث الرئيس:

إسلام عمر بعد تأثره بسماع القرآن الكريم، بعدما كان ذاهبا لقتل الرسول صلى الله عليه وسلم.

3 - الأحداث الجزئية:

الفقرات
الأحداث

خروج عمر بحثا عن محمد (ص) لقتله

التقاء عمر بنعيم بن عبد الله الذي أخبره بإسلام أخته

اعتداء عمر على أخته وزوجها بسبب إسلامهما

قراءة عمر لسورة طه وإعلان إسلامه بعدما أثرت في نفسه


رابعا: تحليل النص:


1 - الشخصيات وصفاتها وأدوارها:

الشخصية
صفاتها
دورها
عمر بن الخطاب
 حازم – غاضب
رقيق القلب
يحاول إرجاع أخته للشرح
فاطمة وزوجها
مؤمنان بالله- تحب أخاه -تحب الله
أقنعت ابن الخطاب بدخول الإسلام
نعيم بن عبد الله
مؤمن بالسر
يمنع عمر من قتل محمد (ص)
خباب 
مؤمن – من حفظة القرآن
قارئ القرآن


2- زمكانية النص:
الفضاء الزماني
الفضاء المكاني
زمن عام غير محدد
مكة- بيت فاطمة

3  بنية النص الحجاجية:

وضعية الانطلاق
عمليات التحول
وضعية النهاية
رعبة عمر في قتل محمد
-    معرفة عمر بإسلام أخته,
-    رغبته في ثنيها عن ذلك
-    قراءته للقرآن الكريم وتأثره به
إعلان عمر لإسلامه

- أساليب النص:


الحوار: إلى أين يا ابن الخطاب؟ – من نعيم بن عبد الله؟ - نعم.. – وما شأنك بي؟
صف: كانت نقف كالجبل الأشم صامدة لا يبدو على وجهها الدامي أثر الخوف...

السرد: ووثب خباب قارئ القرآن من مخبئه الذي توارى فيه منذ ساعة، وأخذ يتواثب في مرح...
5- قيم النص:

القيمة
نوعها
الشخصية التي تمثلها
الصبر
قبول الحق
الثبات على الدين
-    إسلامية
-    إسلامية
-    إسلامية
فاطمة وزوجها
عمر بن الخطاب
فاطمة وزوجها

رابعا: التركيب:

بعدما عزم عمر بن الخطاب على قتل الرسول صلى الله عليه وسلم توجه إلى دار الأرقم بن أبي الأرقم، فصادف في طريقه نعيم بن عبد الله وكان مسلما يخفي إسلامه، فحاول أن يقنعه بالرجوع عن مُراده، إلا أن إصرار عمر دفع نعيم إلى إخباره بإسلام أخته فاطمة وزوجها سعيد، ليتجه عمرا غاضبا نحو بيت أخته وزوجها ويعتدي عليهما بالضرب، إلا أن تشبت أخته وثباتها حركا نفسه ودفعه إلى قراءة هذا القرآن الذي يبعث كل هذه الصلابة في الجلادة، فما كان منه إلا أن أعلن إسلامه بعد تأثره بآيات من سورة طه.
وقد قدم نجيب الكلاني هذه الواقعة بأسلوبه الشيق البسيط محاولا إبرازالقيم التي تمثلها كل شخصية.